الصفحات

    ازرار التواصل

loading...

يرى المعطي منجب، مؤرخ ومناضل حقوقي، أن تصرف عبدالإله بنكيران كزعيم للمعارضة يبدو غير عادي في المرحلة الحالية، وهو ما جعل بعض المسؤولين داخل الحزب يتخوفون من أن يتم تهميشه على المدى البعيد. وأشار منجب إلى أن عودة ابن كيران إلى الواجهة تواجها إكراهات عديدة، تتمثل أساسا في مواجهة السلطة له ولأتباعه والدعاية المستمرة ضده، كما لاحظنا في المناظرة التي جرت بمدينة طنجة حول حراك الريف أو عبر الإعلام العمومي والمنابر المقربة من السلطة. وأي تحرّك من جانب بنكيران سيفسر في ارتباط بالطموح لولاية ثالثة.

خرجت مؤخرا أصوات من داخل حزب العدالة والتنمية تدعو عبدالإله بنكيران إلى العودة لأخذ المبادرة وتحمل مسؤولياته السياسية، ما تفسيرك لهذا الطلب؟
أعتقد أن تصرف بنكيران كزعيم للمعارضة يبدو غير عادي في المرحلة الحالية. فهو لا يتدخل في الحياة السياسية، وحتى عندما يتدخل يكون مقتضبا ويبدو أنه لا يريد الحسم في مواقفه، وهو ما جعل بعض المسؤولين داخل الحزب يتخوفون من أن يتم تهميشه على المدى البعيد، خاصة أن الدولة تريد أن تدفعه للهامش وتعبر عن ذلك بعدة وسائل من بينها الإعلام العمومي. وفي حالة ما تابعنا ما تدفع إليه بعض المنابر المقربة من السلطة من تهميش تام لبنكيران، فإن ذلك سيعني خسارة احتمال الولاية الثالثة على رأس الحزب، خاصة أن الوقت محدود وفي خلال الشهور الستة المقبلة يجب أن يعلن ترشحه من عدمه. كل هذه المعطيات تدفع المناصرين له داخل الحزب لحثه على التحرك رغم أن له إكراها يتمثل في كون الحكومة مازالت في بدايتها وحتى المائة يوم الأولى لم تنقض من عمرها. هؤلاء المناصرون يعتبرون أن الوضعية داخل الحزب لا ينطبق عليها هذا الأمر ولا تحتمل الانتظار، وأن المسألة حزبية وحيوية ولا بد له من متابعة وظيفته وعمله كزعيم للحزب وتحمل مسؤوليته السياسية.
هل تبدو هذه العودة إلى الواجهة والمبادرة السياسية سهلة بالنسبة إلى وضعية بنكيران؟
هناك إكراهات عديدة تواجهه في ذلك، تتمثل أساسا في مواجهة السلطة له ولأتباعه والدعاية المستمرة ضده، كما لاحظنا في المناظرة التي جرت بمدينة طنجة حول حراك الريف أو عبر الإعلام العمومي والمنابر المقربة من السلطة. وأي تحرّك من جانب بنكيران سيفسر في ارتباط بالطموح لولاية ثالثة، وفي الوقت نفسه يعتبر بقاءه صامتا كما لو أنه لا يريد أن يترشح لولاية ثالثة. أما إذا تصرف كزعيم سياسي عادي وقام بالتعبير عن رأيه في كل ما يجري من قرارات ومواقف سياسية وممارسات مثل حراك الريف، فإن ذلك قد يؤول على أنه يريد الحصول على ولاية ثالثة، وبالتالي فأي موقف منه سيؤول على ضوء ولاية ثالثة وهذا هو المحرج بالنسبة إليه.
ما الاحتمال الأرجح برأيك؟
نحن نعلم أن لدى بنكيران تدبير جد متأن للوقت، وقد رأينا مثلا تصريحاته القوية ضد التحكم، والتي لم تصدر إلا أسابيع قبل الانتخابات الحاسمة ليوم 7 أكتوبر 2016، أي قبيل انتهاء ولايته على رأس الحكومة السابقة. هذه القدرة على تدبير الزمن السياسي بمهارة وحنكة كبيرين، تخضع لإكراهات متعلقة بنهاية ولايته الممددة أكثر من سنة، بينما الوضعية السياسية تتطلب تدخله كأمين عام للحزب. أي إنه بين تدبير محنك للزمن وبين ظرفية غنية بالأحداث والوقائع التي تتطلب تدخله، وهو بين الوضعيتين أمام خيارين محرجين.
هل يتقاطع هذا الطلب مع أطراف أخرى من خارج الحزب، خاصة بعد الزيارة التي قام بها المستشار الملكي فؤاد عالي الهمة لبنكيران؟
شخصيا أعتقد أن هذا الطلب موجود، أيضا، حتى من خارج حزب العدالة والتنمية، أي إن هناك بعض مناضلي اليسار وبعض الحاملين لِهمِّ الدمقرطة، سواء أكانوا إسلاميين أو غير إسلاميين، يتشبثون ببنكيران إلى حد بعيد، خصوصا أن جزءا كبيرا من الأمانة العامة الحالية يذهب في اتجاه إدماج الحزب داخل المنظومة السياسية المتحكم فيها وفي قراراتها وينعدم فيها أي رأي حزبي مستقل. أما زيارة الهمة فأظن أنها تتعلق بالوضعية التي يوجد عليها النظام في مواجهة حراك الريف، وأن بنكيران رفض أن يستعمل في هذا السياق بهذه الطريقة، خصوصا أنه استُعمل في 2011 بطريقة لم يجازى عنها.

عن موقع اليوم 24

loading...

المحلل السياسي المعطي منجب : زيارة الهمة تتعلّق بالريف و بنكيران رفض أن يُستعمل كما استعمل في 2011

loading...

يرى المعطي منجب، مؤرخ ومناضل حقوقي، أن تصرف عبدالإله بنكيران كزعيم للمعارضة يبدو غير عادي في المرحلة الحالية، وهو ما جعل بعض المسؤولين داخل الحزب يتخوفون من أن يتم تهميشه على المدى البعيد. وأشار منجب إلى أن عودة ابن كيران إلى الواجهة تواجها إكراهات عديدة، تتمثل أساسا في مواجهة السلطة له ولأتباعه والدعاية المستمرة ضده، كما لاحظنا في المناظرة التي جرت بمدينة طنجة حول حراك الريف أو عبر الإعلام العمومي والمنابر المقربة من السلطة. وأي تحرّك من جانب بنكيران سيفسر في ارتباط بالطموح لولاية ثالثة.

خرجت مؤخرا أصوات من داخل حزب العدالة والتنمية تدعو عبدالإله بنكيران إلى العودة لأخذ المبادرة وتحمل مسؤولياته السياسية، ما تفسيرك لهذا الطلب؟
أعتقد أن تصرف بنكيران كزعيم للمعارضة يبدو غير عادي في المرحلة الحالية. فهو لا يتدخل في الحياة السياسية، وحتى عندما يتدخل يكون مقتضبا ويبدو أنه لا يريد الحسم في مواقفه، وهو ما جعل بعض المسؤولين داخل الحزب يتخوفون من أن يتم تهميشه على المدى البعيد، خاصة أن الدولة تريد أن تدفعه للهامش وتعبر عن ذلك بعدة وسائل من بينها الإعلام العمومي. وفي حالة ما تابعنا ما تدفع إليه بعض المنابر المقربة من السلطة من تهميش تام لبنكيران، فإن ذلك سيعني خسارة احتمال الولاية الثالثة على رأس الحزب، خاصة أن الوقت محدود وفي خلال الشهور الستة المقبلة يجب أن يعلن ترشحه من عدمه. كل هذه المعطيات تدفع المناصرين له داخل الحزب لحثه على التحرك رغم أن له إكراها يتمثل في كون الحكومة مازالت في بدايتها وحتى المائة يوم الأولى لم تنقض من عمرها. هؤلاء المناصرون يعتبرون أن الوضعية داخل الحزب لا ينطبق عليها هذا الأمر ولا تحتمل الانتظار، وأن المسألة حزبية وحيوية ولا بد له من متابعة وظيفته وعمله كزعيم للحزب وتحمل مسؤوليته السياسية.
هل تبدو هذه العودة إلى الواجهة والمبادرة السياسية سهلة بالنسبة إلى وضعية بنكيران؟
هناك إكراهات عديدة تواجهه في ذلك، تتمثل أساسا في مواجهة السلطة له ولأتباعه والدعاية المستمرة ضده، كما لاحظنا في المناظرة التي جرت بمدينة طنجة حول حراك الريف أو عبر الإعلام العمومي والمنابر المقربة من السلطة. وأي تحرّك من جانب بنكيران سيفسر في ارتباط بالطموح لولاية ثالثة، وفي الوقت نفسه يعتبر بقاءه صامتا كما لو أنه لا يريد أن يترشح لولاية ثالثة. أما إذا تصرف كزعيم سياسي عادي وقام بالتعبير عن رأيه في كل ما يجري من قرارات ومواقف سياسية وممارسات مثل حراك الريف، فإن ذلك قد يؤول على أنه يريد الحصول على ولاية ثالثة، وبالتالي فأي موقف منه سيؤول على ضوء ولاية ثالثة وهذا هو المحرج بالنسبة إليه.
ما الاحتمال الأرجح برأيك؟
نحن نعلم أن لدى بنكيران تدبير جد متأن للوقت، وقد رأينا مثلا تصريحاته القوية ضد التحكم، والتي لم تصدر إلا أسابيع قبل الانتخابات الحاسمة ليوم 7 أكتوبر 2016، أي قبيل انتهاء ولايته على رأس الحكومة السابقة. هذه القدرة على تدبير الزمن السياسي بمهارة وحنكة كبيرين، تخضع لإكراهات متعلقة بنهاية ولايته الممددة أكثر من سنة، بينما الوضعية السياسية تتطلب تدخله كأمين عام للحزب. أي إنه بين تدبير محنك للزمن وبين ظرفية غنية بالأحداث والوقائع التي تتطلب تدخله، وهو بين الوضعيتين أمام خيارين محرجين.
هل يتقاطع هذا الطلب مع أطراف أخرى من خارج الحزب، خاصة بعد الزيارة التي قام بها المستشار الملكي فؤاد عالي الهمة لبنكيران؟
شخصيا أعتقد أن هذا الطلب موجود، أيضا، حتى من خارج حزب العدالة والتنمية، أي إن هناك بعض مناضلي اليسار وبعض الحاملين لِهمِّ الدمقرطة، سواء أكانوا إسلاميين أو غير إسلاميين، يتشبثون ببنكيران إلى حد بعيد، خصوصا أن جزءا كبيرا من الأمانة العامة الحالية يذهب في اتجاه إدماج الحزب داخل المنظومة السياسية المتحكم فيها وفي قراراتها وينعدم فيها أي رأي حزبي مستقل. أما زيارة الهمة فأظن أنها تتعلق بالوضعية التي يوجد عليها النظام في مواجهة حراك الريف، وأن بنكيران رفض أن يستعمل في هذا السياق بهذه الطريقة، خصوصا أنه استُعمل في 2011 بطريقة لم يجازى عنها.

عن موقع اليوم 24

loading...